أعلنت شركة ميتا، المالكة لـ"فيسبوك"، أنّها وافقت على الاستحواذ على "مانوس" (Manus)، وهو وكيلٌ للذكاء الاصطناعي طوّرته شركة أُسِّست في الصين وتتخذ حالياً من سنغافورة مقرّاً لها، بحسب ما أفادت به الشركتان. لكن محلّلين حذّروا من أنّ الصفقة قد تُواجِه تدقيقاً تنظيمياً صارماً، في وقتٍ يحتدم فيه التنافس التكنولوجي بين واشنطن وبكين.
وتتجاوز قدرات وكلاء الذكاء الاصطناعي "إيه آي إيجنتس" (AI agents) إمكانات روبوتات المحادثة المعتمِدة على الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) إذ يمكنهم تنفيذ مهام معقّدةٍ بشكلٍ ذاتي نيابةً عن المستخدمين، ويُنظَر إليهم على أنّ لديهم إمكاناتٍ هائلةً. ويمكن لـ"مانوس"، الذي طوّرته شركة "باترفلاي إفكت" (Butterfly Effect) الناشئة، على سبيل المثال، فرزُ السير الذاتية وتلخيصها، أو إنشاء موقعٍ لتحليل الأسهم، وفقاً لما يورده موقع الشركة.
وأعلنت "ميتا"، يوم الاثنين، أنّ الصفقة، التي لم تُكشَف قيمتها المالية، ستُتيح "تقديم أحد أبرز الوكلاء لمليارات الأشخاص، وفتح آفاقٍ جديدةٍ أمام الشركات عبر منتجاتنا". من جهته، كتب الرئيس التنفيذي لـ"مانوس"، شياو هونغ، على منصة إكس أنّ "عصر الذكاء الاصطناعي الذي لا يكتفي بالكلام، بل يَفعَل ويُبدِع ويُنجِز، لا يزال في بدايته"، مضيفاً: "والآن، مع ميتا، سنتمكّن من بناء هذا العصر على نطاقٍ لم نكن لنتخيّله قطّ".
ويُكثّف الرئيس التنفيذي لـ"ميتا"، مارك زوكربيرغ، اندفاعه نحو مجال الذكاء الاصطناعي، عبر إنفاق مليارات الدولارات على الاستحواذات، وتوظيف المهندسين، وبناء مراكز بياناتٍ جديدة.
ورأى محلّلو وحدة "بلومبيرغ إنتليجنس" أنّ هذه الصفقة تستهدف على الأرجح توسيع قدرات مهام وكلاء الذكاء الاصطناعي لدى "ميتا"، وقد تتجاوز قيمتها ملياري دولار، غير أنّهم نبّهوا إلى أنّ "الصفقة قد تجلب معها تدقيقاً تنظيمياً متشدّداً، نظراً إلى أنّ شركة مانوس، التي تتخذ من سنغافورة مقرّاً لها، قد أُسِّست في الأصل في الصين".